الخميس، 17 نوفمبر 2011

قراءة د. حورية البدري في المجموعة القصصية (أصل و 100صورة) للأديب/ مجدي شلبي 

مع مُعاودة القراءة للمجموعة من القصص القصيرة جداُ (أصل و100صورة)؛ تتجدد المُتعة الفِكرِيّة والوجدانِيّة.
لا مَجال للمَلل؛ كُل أقصوصة مثل صَدمة فِكرِيّة ووجدانِية، صَدمَة سَهم انطلق من روح الكاتِب وفِكره ليصيب المُتلَقي بشحنة من المَبادئ التصوُّرات الإنسانِيّة والمُجتمَعِيّة المُضيئة...
انها قصص يتشارك في تكوينها النهائي المتلقي مع الكاتب، مثل قصة؛
"دنيا ودين
دخل المسجد
صلى فى خشوع
خرج
وكأن شيئاً لم يكن".
وقصة؛
" غرق
غرق فى محيط الحياة
فابتلعه القرش"
أحياناً تثير التساؤل، مثل قصة:
" أثر
احتضنت ما بقى منه
قبعة، سترة، حذاء"
لماذا القبعة؟
لكننا نتابع القراءة ..  وتجيب بعض القصص على التساؤل ؛
" زيغ
فى طريق عودته إلى زوجته وأولاده
انجذب نحو امرأة
منقبة
سار خلفها
فتفاجأ بأنها تسكن
فى ذات الحى الذى يقطنه
وفى ذات البيت الذى يسكنه!."
هذه رؤية من خلال ثقب في قبعة!
ومن أظرف وأَوْجَز التعبيرات الإبداعِيّة عن الثورة؛
"الزعيم ورعيته
فى غرفة العمليات
كان أنف الملك ينزف بشدة
فشل الأطباء فى وقف النزف
تأهب أحد العامة للتبرع بدمه تطبيقاً للشعار الذى ردده طويلاً (بالروح والدم نفديك يا زعيم)...
إلا أن الزعيم رفض بشدة أن تختلط دماء الزعماء
بدماء الصعاليك
فقضى".
انها القصص القصيرة جداً .. تتواءم مع عصر السرعة والتركيز وعُمق الفكرة مع إيجاز العِبارة.

د. حورية البدري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية
أديبة / شعر وقصة ورواية وأدب أطفال
عضو اتحاد الكُتّاب المصريين